الاثنين، 4 نوفمبر 2013

إنشطار قلب " الإنشطار الأول "

إنتظرت كثيراً و مللت كثيراً 
الشمس تشرق و الشمس تغرب و تسرع إلى موضعها حيث تشرق 
دقات إنتظار بلا جدوى لحظات يأس يغلفها هذا الفراغ الممتلى باللاشئ
فى لحظه اتذكرها جيداً 
مع أول شعاع للشمس 
رأيتنى فى موضع إستعداد لأن أرى الكون كله مُضاء
بالنور الذى يشع من وجهك 
و الخدود الوردية التى أعتقد أنهما سبب خروج آدم من الجنة 
الفستان الملئ برسومات الزهور التى منحتيه للطبيعة 
لتعطينا الجمال الذى نراه الآن
فـ يداكى الحية من جعلت الطبيعة
يداكى الحية من جعلت الجمال جمال
كل ما قيل فى معانى العشق
سأقصه عليكى و سأزيد عليه حرفاً
هل تعلمين أهمية الحرف
إن أول كلمة ألقاها الرب على عبادة كانت حروف
أنا و أنتى أيضا كنّا حروف .

الأحد، 11 أغسطس 2013

مبتدئات علمانية (1)

اما مهمتنا الوجودية فتكمن فى خلق مجتمع خالى من الشك على إيمان كامل بما يؤمن به ، يكون حتى الملحد مؤمن بإلحادة .
نحن بحاجه إلى التلخلى عن النص و الوحى و الإكتفاء بالعقول و يبقى للدين دورة الوجودى فى مد إستقامة خطوط العقل و رد العقل إذا انحرف عن مسارة .
و تكمن المشكلة أعزائى فى خلاف الأصوليين مع المتنورين حول كمال الدين من نقصه أنحن فى خدمة الدين أم أن الدين هو الذى فى خدمتنا ؟ !!
ابحث عن المخلصين، ابحث عنهم في وسط الاضطرابات والعواصف. إنهم مختفون في الظلام، تحميهم ظلال الليل، وحيدون وصامتون، أو ملتمو الشمل لكن بأعداد صغيرة، إنهم يسعون إلى تدريب الأطفال على كيفية إكمال عملهم تحت رعاية وتوجيهات رؤسائهم. إنهم يبكون بصوت عال من أجل أطفال العالم الذين عبروا العواطف المسمومة. من هم القلة الذين يصغون إليهم! فقط، الذين لديهم عيون الطير مينيرفا، الذين وضعوا عملهم تحت حماية النجوم في الليل واثقون من العثور عليهم.

الثلاثاء، 16 يوليو 2013

شهر رمضان و الجنس

لم تكن الرحمة و المغفرة و عتق النيران لم تكن كفيلة للنفس لردها عن هوائها و بعض شهواتها و مروراً على طريق الشهوات سنتوقف بكل تأكيد امام شجرة كثيفة الأوراق و منتشرة ذات جذع متفرع يضم اشجار و شجيرات لا حصر لها حتماً هى شجرة الجنس خاضة فى شهر رمضان المعظًم .و فى ذِكر شهر رمضان الكريم ذِكر لهجر المعاصى و الغوايات و الإمتثال المطلق لله الموجود فى كل مكان و التوجه بكامل القبلة إلى الحياة الأخرة لكن تستوقفنا غرائزنا الملتهبة الموروثة من زمن الإنسان الأول .بالمال و البنون تكلم الإسلام عن زينة الحياة و أؤمأ عليه فى شهر رمضان خاصة و ذهب إلى تحريم الجماع خلال نهار رمضان على الرجل و المرأة  و كان الواجب عليهما الصوم فيه و فى فعله إثم و كفارة أما الجماع فى ليالى رمضان و تستمر الأباحة إلى وقت وصول الفجر فإذا طلع الفجر حرم الجماع .أما عن ترك العلاقات الحميمة بين الزوجين مثلاً خلال شهر رمضان فليس فى صالح الإنسان و لا يقدر عليه كلاهما و قد وضعت له ضوابط بألا يحدث التقاء الختانين و قت الصيام و حلا حال الإعتكاف فى المساجد و ذلك يقدر الإنسان عليه .كما توضح الآيه الكريمة "اأُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ "  سورة البقرة (187))  القرآن
توضح إقرار التحليل لقيام العلاقة الزوجية الحميمة بين الزوج و زوجته فى ليلة الصيام .

الجنس و قسوة الدين المسيحى

غير أن حياة الراهب اصعب و أشق لكونه بمعزل عن الجنس و الحياة الجنسية إلا أن الراهب هيبا المصرى"1" الذى عاش فى الأسكندرية فى القرن الخامس الميلادى لم يعرف للقسوة طريقاً فقد مارس الجنس مراراً و تكراراً كما دون فى رقوقه الثلاثون مع حبيبته اوكتافيا " الطاهرة" كما و صفها إلا إنه و بعد أن طردته اوكتافيا " الوثنية " بعد أن عرفت أنه راهب مسيحى فكر هيبا فى ماء البحر و يعود بها إلى المغارة ، و على لسانه : و اربط خصيتى بالشعرة و احتمل الألم أياماً حتى تسقط خصيتاى و أستريح إلى الأبد .. و أيضا : "قد سمعتم أنهُ قيل للقُدَماءِ لا تزنِ. وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلى امرأَةٍ ليشتهيها فقد زنى بها فى قلبه "
اصحاح 5 من إنجيل متى .
فالجنس ليس وسوسة من الشيطان كما و سوس إبليس لآدم فى الجنة بل هى إرادة بشرية بحتة لا دخل لإبليس بها خالية من اى ديانات او نفحات .
1- الراهب الذى عاش فى الإسكندرية فى ذاك الوقت هو من وحى الدكتور يوسف زيدان مؤلف البديعة "عزازيل " 

الاثنين، 24 يونيو 2013

الواقع المر


رسالة الآنسة منى "الأسكندرية " تفيض بالمرارة و السخط و الغضب .تكاد تشتعل من بين اصابعك من شدة الانفعال و اضطرام الوجدان و فظاعة الرؤية و هى خريجة إحدى الكليات العلمية ،تقتسم مقعداً واحداً مع زميلة لها فى نفس المصلحة من شدة الزحام ، و مع ذلك فهى تمضى نهار العمل كله بلا عمل فتتذكر بحسرة احلام الدراسة ،الآمال الذهبية لخدمة الوطن ،الشعارات الجميلة التى حفظتها عن ظهر قلب تتذكر مع ذلك فى واقع خشن فقط لا رُواء فيه و لا جمال و لا خير الشوارع مليئة بالزبالة و مياه المجارى و يؤرقها منها الطوابير طوابير المعذبين فى الأرض امام الجمعيات و فى محطات المواصلات . وهى تلعن الكذب و النفاق و الجبن و خراب الذمة و لا تدرى كيف تهرب منها و هى تطاردها فى كل مكان كما يطاردها السفهاء فى الشوارع و تتساءل ماذا استفدت من حضارة سبعة آلاف سنة ؟.. و إذن فلا مفر من أن تهاجر الطيور .هذه مقتطفات من كلماتها و هى مثل سقطة الشاب المفزعة من قمة برجه العاجى إلى القاع الواقع بأنيابه الحادة .و لنطرح سؤالاً لابد منه :ما عسى أن يفعل شاب برئ حيال هذا الواقع ؟.ثمة احتمالات ثلاثة للجواب المنتظر .1-  ان يتكيف معه و يجنس بجنسيته الفاضحة.2-  ان يهرب منه غلى كات افضل .3-  أن يحاول تغييره على قدر استطاعته مع المحافظة على مبادئه.و بديهى أن الاحتمال الأول مرفوض .و الأحتمال الثانى لا يمكن تزكيته كقاعدة عامة ، و قد يحل مشكلة فرد او أفراد ، و لكنه سيظل مؤقتاً و لن يغير من الواقع القائم ،و مهما حقق من فوائد جانبية فهو خسارة وطنية فادحة،و خاصة أن الهجرة لا تتاح إلا للمتازين المؤهلين للعلم أو العمل .فلم يبقى إلا الاحتمال الأخير و هو محاولة تيير الواقع مع المحافظة على المبادئ ،و هو رسالة هذا الجيل و لعله رسالة كل جيل ،و أى تفكير فى النكوص هو نكوص فى الواجب ، عن الالتزام عن اى أن يكون للحياة معنى و قيمة و هدف . النقد و حده لا يكفى و الشكوى وحدها ضعف و عجز لابد من عمل و قد يكون العمل كبير كالالتزام بمبادئ حزب ، أو صغيراً كإستدعاء الإسعاف اشخص مغمى عليه و لكنه عمل على اى حال و سواه لا يجدى و يقتضينى الحق أن اوجه كلمتين لا مناص من توجيهما :الأولى إلى رجال التربية و الإعلام و هى أن من السذاجة أن نصور الدنيا و الناس للأبناء فى صورة وردية مثالية مثل ماء الورد ، يجب ان يعرفوا كثيراً من الحقائق عن الطبيعة البشرية و العلاقات الإجتماعية فى واقعها بلا نزيف و لا تنميق حتى يصدموا بالحقيقة عند أول لقاء  . و أنى لأذكر فى هذا المقام ما تعرضت له فى حياتى الأدبية من حملات بسبب واقعية رواياتى ، كم اتهمت بالجرأة غير المستحسنة ، و كم اتهمت بالتشاؤم و كم دعيت غلى تجميل الواقع و ها هى ذى فتاة نقية و لكنه ضحية ايضاً للمغالاة و الكذب.الثانية : إلى منى صاحبة الرسالة : ارجو يا آنسة أن تنزلى عن شئ غير قليل من مثاليتك . المجتمع الذى تحتقرين مجتمع عانى كثيراً من الظلم و الحرب و الفقر و الأزمات ،فلا تتوقعى منه ان تجديه صورة عذبة للنظافة و الأناقة و الصحة . واعلمى ان أفضل الناس مركب - إلى جانب فضله من غرائز شرسة ، و أن ينطوى من على قدر هائل من الأنانية و الغرور و الطمع . ان جانبه الشرير يزداد شراً بسؤء الحال و تأزم الاقتصاد و النقص فى كافة الخدمات .عليكى ان تكونى معتدلة فى الحكم على الناس فهم لا يستحقون من العطف قدر ما يستحقون من النقد. و لا اقول ذلك لتتسامحى او تتحالفى معه ، كلا ولكن لأحرك مكامن الحبفى قلبك الذى ملأه الغضب و بالحب تتغير النظرة و تعدلين ربما عن الهجرة و تفكرين بجدية فى عمل شئ شئ ما لا يهم وزنه و لا مساحته المهم أنه وجود و لو بقطرة من المساعدة فى سبيل التغير المنشود وو اعلمى بعد ذلك أن التغيير آت لا ريب فيه و ان مجهودات غير هينه تبذل فى سبيله و دعينى أسألك سؤالاً اخيراً :"كيف كان حال الشعب الروسى عقب الغزو الألمانى ؟ و كيف كان حال الشعب الألمانى عقب الغزو الوسى الإنجليزى الأمريكى ؟؟"..ثم كيف حال الشعبين اليوم ؟.حول الدين و الديموقراطية   - نجيب محفوظ 

الجمعة، 17 مايو 2013

الإنسان المتمرد ..البير كامو

ما الإنسان المتمرد ؟ إنه إنسان يقول :لا. ولئن رفض، فإنه لا يتخلى .فهو ايضاً يقول نعم  منذ اول بادرة تصدر عنه.انها تعنى مثلاً "أن الامور استمرت اكثر مما يجب " وانها مقبولة حتى هذا الحد و مرفوضة فيما بعده "انك غاليت فى تصرفك.فحركة التمرد تستند إذن، فى نفس الوقت إلى رفض قاطع لتعّد لا يطاق إلى يقين مبهم بوجود جق صالح و بصورة اصح ،إلى إعتقاد المتمرد ان "له الحق فى أن ....." فلا بد للمتمرد من ان يكون مقترناً بشعور المرء بأنه على حق ،بصورة ما و فى مجال ما .كان مخلداً إلى الصمت على على الأقل مستسلماً الذى يُقبل فيه بوضع ما حتى لواعتبر جائراً.إن الإخلاد إلى الصمت معناه الايحاء للآخرين بأننا لا نحكم على شئ ،و لا نرغب فى شئ إن اليأس كالعبث يحكم على كل شئ و يرغب فى كل شئ بشكل عام و لا يحكم على اى شئ و لا يرغب فى اى شئ بشكل خاص و إن الصمت ليعبر عنه تعبيراً جيداًكان يسير تحت سوط السيد فإذا به يقف موقف المجابهة.صحيح ان كل قيمة لا تولّد التمرد ولكن كل حركة تمرد تستدعى ضمنياً وجود قيمة ...قهل نحن على الأقل بصدد قيمة .إن التمرد يصدع الكائن و يساعدة على مجاوزة ذاته إنه يحرك امواجاً كانت ساكنة فصارت عاتية انا أتمرد ، إذن انا موجود.

الأحد، 5 مايو 2013

لستى بجوارى

انتى لستى بجوارى
إن الوسادة خالية من رائحة عطرك
خالية من قطرات العسل السائلة عليها من فمك
ملابسك المبللة فى العطر و العرق ليست بجوارى
إنى اتذكر ليلة الاحد الماضى جيداً
و هل انسى انكى و ملابسك كنتما بجوارى
و كلاكما منفصل عن الآخر
ان غداً يوم جديد بدون رؤياكى
انا حزين لفقدانك
امتلك حزن دفين
كافى لإعلان سكان اسعد مدينة فى العالم تعاستهم الأبدية
لكن على الجانب الآخر أمتلك أمل إتيانك
كأمل الأديان فى إسعاد البشرية
لكن لا تتركينى كما سيزيف و صخرته
بلا يأس و بلا أمل

الأربعاء، 30 يناير 2013

البير كامو و فلسفة التمرد

على الانسان ان يجمع بين العقل و الجنون بين الفوضى و الرتابة ، بين التوتر و الاستقرار ويكون سلاحه فى ذلك التمرد،هذا ما خلص إليه الروائى و الفيلسوف البير كامو .
كل هذا في سبيل حق الانسان في حياة حرة كريمة، وعلى هذا الانسان ان يتمرد في وجه الظلم والقسوة ويناضل من اجل التخلص من كل اشكال العبودية في سبيل الحياة التي هي افضل ما وهب للانسان على الارض، فحتى نحترم الحياة ونليق بها علينا ان نسعى من اجل الحرية، حريتنا وحرية الاخرين على دروب التكاتف الانساني.

الأحد، 27 يناير 2013

نظرية القرود الخمسة

ربما ننظر الى مسمى هذه النظرية بأعتبارها نظرية ساخرة و نوع من انواع المرح و لكن فى نظرة طائشة غير معنية فى أن نتاج هذه النظرية تعتبر مشاكل وجودية بدأت بنشأة علم الفلسفة و ستنتهى بأنتهاء الوجود و فناء الانسان الأخير و هذه الكلمات قد لا تحل و لا تربط و لا تبعث تقديماً او تأخيراُ و انما نظرة الى ما يجب ان ننظر إليه و بحث عن ما نحتاجه .
الجماد هو الشئ الوحيد الذي لا يتغير في هذا الكون.. وفي علم الإدارة فان تحدي الوضع الراهن وادخال التغيير هما مفتاح اللأبواب الذي يستطيع الإنسان من خلاله أن يعمل أفضل ما عنده، والتحدي هو البيئة الحافزة على التفوق.. ولعل أخطر ما يواجهه الموظف هو التبلد والجمود في تأدية مهام الوظيفة بشكل روتيني معتاد، فهو بذلك يتحول إلى آلة صماء تتحرك ضمن نطاق محدود، وخط سير معروف لا يمكن تغييره.. وهنا يأتي الفرق بين المبدع والجامد، فالأول يوجد بينه وبين التغيير والتجديد ارتباط وثيق، بينما الثاني يدور حول زاوية ضيقة لايكلف نفسه عناء النظر لأبعد منها.. خبراء الإدارة وضعوا بعض المبادئ لزرع حب التغيير في نفوس الموظفين وهم يرون أنه من الضروري أن يعامل الإنسان كل وظيفة على أساس أنها مغامرة جديدة.. في الوقت نفسه عليه أن يكرر السؤال التالي على نفسه دائماً: إذا كنت سأبدأ العمل الآن، ماذا سأفعل؟.. واذا كان هناك مجال أمام الموظف لعمل الأشياء بصورة مختلفة فليبدأ فورا في تنفيذ هذه الأشياء بالطريقة غير الاعتيادية.. ومن هنا تبدأ قصة مكافحة البيروقراطية والروتين والاجراءات المطبقة بنفس الطريقة ونفس الأسلوب.. في تجربة أشبه بالدعابة قدمت الإدارة الحديثة درساً مهماً لكل الموظفين، هذه التجربة تعرف بنظرية القرود الخمسة.

سيناريو النظرية

  • أحضر خمسة قرود، وضعها في قفص!، وعلِّق في منتصف القفص حزمة موز، وضع تحتها سلماً. بعد مدة قصيرة ستجد أنَّ قرداً لنسميه القرد أ ما من المجموعة سيسارع كيما يرتقي السلم محاولاً الوصول إلى الموز. والآن !، كلما حاول القرد أ أنْ يلمس الموز، ينبغي عليك أن تطلق رشاشاً من الماء البارد على القردة الأربعة الباقين في الأسفل وأرعبهم!! بعد قليل سيحاول قردٌ آخر القرد ب أن يعتلي نفس السلم ليصل إلى الموز، والمطلوب منك أن تكرر نفس العملية، رش القردة الباقين في الأسفل بالماء البارد. كرر العملية أكثر من مرة! بعد فترة ستجد أنه ما أن يحاول أي قرد أن يعتلي السلم للوصول إلى الموز ستمنعه المجموعة خوفاً من ألم الماء البارد.
  • الآن، أبعد الماء البارد، وأخرج قرداً من الخمسة إلى خارج القفص، وضع مكانه قرداً جديداً القرد س 1، هذا القرد لم يعاصر حادثة الماء البارد، ولم يشاهد شيئاً مما جرى داخل القفص. سرعان ما سيذهب القرد س 1 إلى السلم لقطف الموز، حينها ستهب مجموعة القردة المرعوبة ألم من الماء البارد لمنعه وستهاجمه. ستجد أن القرد س 1 مستغرباً من القرود، ولكن بعد أكثر من محاولة سيتعلم القرد س 1 أنه متى حاول قطف الموز فإنه سينال عقاباً قاسياً من مجتمعه لا يعرف سببه ولا يتبينه.
  • الآن أخرج قرداً آخر ممن عاصر حوادث شر الماء البارد غير القرد س 1، وأدخل قرداً جديداً عوضا عنه، ليكن القرد س 2. ستجد أن نفس المشهد السابق يتكرر من جديد. القرد س 2 يذهب إلى الموز بكل برآءة وسذاجة، بينما القردة الباقية تنهال عليه ضرباً لمنعه. بما فيهم القرد س 1 على الرغم من أنه لم يعاصر رش الماء، ولا يدري لماذا يعاقبه أبناء مجتمعه، كل ما هنالك أنه تعلم أن لمس الموز يعني عقاب المجتمع. لذلك ستجده يشارك، ربما بحماس أكثر من غيره بكيل اللكمات والصفعات للقرد الجديد القرد س 2، وربما يعاقبه كي يشفي غليله من عقاب المجتمع له.
  • استمر بتكرار نفس العملية، أخرج قرداً ممن عاصر حوادث رش الماء، وضع قرداً جديداً. النتيجة : سيتكرر الموقف. كرر هذا الأمر إلى أن تستبدل كل المجموعة القديمة الجيل الأول/القديم ممن تعرضوا لرش الماء حتى تستبدلهم بقرود جديدة! الجيل الثاني/الجديد في النهاية ستجد أن القردة ستستمر تنهال ضرباً على كل من يجرؤ على الاقتراب من سُلم الموز. لماذا ؟، لا أحد منهم يدري!!، لا أحد من أبناء المجتمع يدري حقيقة ما يجري، لكن هذا ما وجد المجتمع نفسه عليه منذ أن تَكَوَّن !.

بعض الدروس المستخلصة

  1. على أن الإنسان أن يسأل نفسه حين يتصرف بسلوك ما. لماذا أتصرف هكذا ؟، حتى يتبين له مكامن الخطأ، ويتبين له السلوك الصحيح من السلوك الخاطيء.
  2. هل كل ما يفعله الأول لا بد أن أفعله أنا ؟ أم في الأمر تفصيل ؟.