الخميس، 6 مارس 2014

الصوفية والتصوف

تنازع الناس فى الصوفى واختلفوا وظنوه مشتقاً من الصوف ولست أنحُل هذا الإسم غير فتى صفا حتى سُمى الصوفى .
الصوفية مثلها مثل كثير من المصطلحات التى جار الزمان عليها وحوّل معناها حتى انقلب المعنى على أهلها ومن ينتسوا إليها وليس بالأمر السهل الخوض فى هذا الملكوت اللامنتهى والعلو المطلق عن العالم المحسوسات ولا يكاد التاريخ قد مر على أهل هذا المنهج إلا صلّب وكفّر وبّعد وهجّر ولا مجال هنا للحديث  حول خلافات المنهج قدر إظهار الجوهر المراد منه .
الصوفية والتصوف .
لفظ التصوف هو الجامع للمنظومة الروحية بشكل عام بين التجربة المفردة وبين الإنتظام فى جماعة روحية ، فالصوفى نموذج يكون به التتبع والإقداء ام المتصوف تابع مريد ، "يعلمه من يعلمه ويجهله من يجهله " " الإستهلاك فى حقائق الحق والفناء عن جميع صفات الخلق " ( الحلاج، نصوص الولاية )
"إن حياة العاشقين فى الموت وإنك لن تملك قلب الحبيب إلا بفقدان قلبك"
إن التصوف هو أعمق التجارب الدينية وأكثرها إنطلاقاً من العالم اللانهائى من الإنسان النطفة إلى حضرة الفضاء الإلهى الممتد ،النزعة الإنسانية الموجودة فى قلب كل مريد لإدراك حقائق الكون العميقة والعلو عن العالم السفلى إلى سطوع الأنوار العلوية والسعى وراء كل جوهر وذات والعلو عن عالم المحسوسات.
وكان ابو على على الرُّوذَبَارِى من أوائل الصوفية الذين وضعوا تعريف للمصطلحات الصوفية وقد عرف التصوف بأنه مذهب كله جَد فلا تخلطوه بشئ من الهزل وقال فى تعريف الصوفى :من لبس الصوف على الصفاء وأطعم الهوى ذوق الجفاء وكانت الدنيا منه على القفا وسلك منهج المصطفى . وقال فى اليقين : ما عظّم الحق فى عينك وصغر ما دونه عندك وأثبت الخوف والرجا فى قلبك .
وتعتبر مسألة اليقين موضع من مواضع الخلاف بين الفكر السلفى الذى لا يقبل إلا بحصر الحقيقة فى جانب واحد فقط عكس المنهج الصوفى الذى يعكس مرآة الحقيقة فى كل إتجاة وأن للحقيقة وجوه عديدة لايمكن إختزالها فى موقف او رأى ، الطريق إالى الخالق على عدد أنفاس الخلائق .
وبعيداً عن أى خلافات وإختلافات فإن التصوف نزعة إنسانية موجودة فى كل الديانات وفى قلوب كل البشر نزوع إلى المطلق إلى العلاقة بين الإنسان والله وبشكل مباشر لا يتوقف عند ظاهر العبادات .
التصوف ششئ لايخلو منه أى عمل إنسانى مجيد
لاتستطيع وأنت شاعر أن تكتب قصيدة عظيمة إلا بنَفس صوفى ،لا تستطيع وأنت فنان تشكيلى أن ترسم لوحه مبهرة إلا بحس صوفى لا تستطيع أن تحب فتاة حب حقيقى إلا بإستدعاء الجزء الصوفى المكنون داخل قلوب القلوب ويقول أحد الصوفيين : من أجل بلوغ اللامرئى أى الله ، لابد من المرور بالجسد وأكد على الجسد الأنثوى لأن العالَم الذى لا يُؤنث لايعول عليه .

 حبك يا عميقة العينين
تصوف
تطرف
عبادة
حبك مثل الموت والولادة
صعب أن يُعانى مرتين

الجحيم فى البعد عن الله
إن ما نحن فيه الآن هو مخاطرة أقرب منها إلى المغامرة وتلذذ للصعاب وما نمتلكه الآن هو بقايا إيمان وإن أستطعت أن تبتغى نفقاً فى قلبك وسُلماً إلى نفسك فأهرب الآن ، إهرب إلى نفسك هى ملجأك الوحيد 

الاثنين، 4 نوفمبر 2013

إنشطار قلب " الإنشطار الأول "

إنتظرت كثيراً و مللت كثيراً 
الشمس تشرق و الشمس تغرب و تسرع إلى موضعها حيث تشرق 
دقات إنتظار بلا جدوى لحظات يأس يغلفها هذا الفراغ الممتلى باللاشئ
فى لحظه اتذكرها جيداً 
مع أول شعاع للشمس 
رأيتنى فى موضع إستعداد لأن أرى الكون كله مُضاء
بالنور الذى يشع من وجهك 
و الخدود الوردية التى أعتقد أنهما سبب خروج آدم من الجنة 
الفستان الملئ برسومات الزهور التى منحتيه للطبيعة 
لتعطينا الجمال الذى نراه الآن
فـ يداكى الحية من جعلت الطبيعة
يداكى الحية من جعلت الجمال جمال
كل ما قيل فى معانى العشق
سأقصه عليكى و سأزيد عليه حرفاً
هل تعلمين أهمية الحرف
إن أول كلمة ألقاها الرب على عبادة كانت حروف
أنا و أنتى أيضا كنّا حروف .

الأحد، 11 أغسطس 2013

مبتدئات علمانية (1)

اما مهمتنا الوجودية فتكمن فى خلق مجتمع خالى من الشك على إيمان كامل بما يؤمن به ، يكون حتى الملحد مؤمن بإلحادة .
نحن بحاجه إلى التلخلى عن النص و الوحى و الإكتفاء بالعقول و يبقى للدين دورة الوجودى فى مد إستقامة خطوط العقل و رد العقل إذا انحرف عن مسارة .
و تكمن المشكلة أعزائى فى خلاف الأصوليين مع المتنورين حول كمال الدين من نقصه أنحن فى خدمة الدين أم أن الدين هو الذى فى خدمتنا ؟ !!
ابحث عن المخلصين، ابحث عنهم في وسط الاضطرابات والعواصف. إنهم مختفون في الظلام، تحميهم ظلال الليل، وحيدون وصامتون، أو ملتمو الشمل لكن بأعداد صغيرة، إنهم يسعون إلى تدريب الأطفال على كيفية إكمال عملهم تحت رعاية وتوجيهات رؤسائهم. إنهم يبكون بصوت عال من أجل أطفال العالم الذين عبروا العواطف المسمومة. من هم القلة الذين يصغون إليهم! فقط، الذين لديهم عيون الطير مينيرفا، الذين وضعوا عملهم تحت حماية النجوم في الليل واثقون من العثور عليهم.

الثلاثاء، 16 يوليو 2013

شهر رمضان و الجنس

لم تكن الرحمة و المغفرة و عتق النيران لم تكن كفيلة للنفس لردها عن هوائها و بعض شهواتها و مروراً على طريق الشهوات سنتوقف بكل تأكيد امام شجرة كثيفة الأوراق و منتشرة ذات جذع متفرع يضم اشجار و شجيرات لا حصر لها حتماً هى شجرة الجنس خاضة فى شهر رمضان المعظًم .و فى ذِكر شهر رمضان الكريم ذِكر لهجر المعاصى و الغوايات و الإمتثال المطلق لله الموجود فى كل مكان و التوجه بكامل القبلة إلى الحياة الأخرة لكن تستوقفنا غرائزنا الملتهبة الموروثة من زمن الإنسان الأول .بالمال و البنون تكلم الإسلام عن زينة الحياة و أؤمأ عليه فى شهر رمضان خاصة و ذهب إلى تحريم الجماع خلال نهار رمضان على الرجل و المرأة  و كان الواجب عليهما الصوم فيه و فى فعله إثم و كفارة أما الجماع فى ليالى رمضان و تستمر الأباحة إلى وقت وصول الفجر فإذا طلع الفجر حرم الجماع .أما عن ترك العلاقات الحميمة بين الزوجين مثلاً خلال شهر رمضان فليس فى صالح الإنسان و لا يقدر عليه كلاهما و قد وضعت له ضوابط بألا يحدث التقاء الختانين و قت الصيام و حلا حال الإعتكاف فى المساجد و ذلك يقدر الإنسان عليه .كما توضح الآيه الكريمة "اأُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ "  سورة البقرة (187))  القرآن
توضح إقرار التحليل لقيام العلاقة الزوجية الحميمة بين الزوج و زوجته فى ليلة الصيام .

الجنس و قسوة الدين المسيحى

غير أن حياة الراهب اصعب و أشق لكونه بمعزل عن الجنس و الحياة الجنسية إلا أن الراهب هيبا المصرى"1" الذى عاش فى الأسكندرية فى القرن الخامس الميلادى لم يعرف للقسوة طريقاً فقد مارس الجنس مراراً و تكراراً كما دون فى رقوقه الثلاثون مع حبيبته اوكتافيا " الطاهرة" كما و صفها إلا إنه و بعد أن طردته اوكتافيا " الوثنية " بعد أن عرفت أنه راهب مسيحى فكر هيبا فى ماء البحر و يعود بها إلى المغارة ، و على لسانه : و اربط خصيتى بالشعرة و احتمل الألم أياماً حتى تسقط خصيتاى و أستريح إلى الأبد .. و أيضا : "قد سمعتم أنهُ قيل للقُدَماءِ لا تزنِ. وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلى امرأَةٍ ليشتهيها فقد زنى بها فى قلبه "
اصحاح 5 من إنجيل متى .
فالجنس ليس وسوسة من الشيطان كما و سوس إبليس لآدم فى الجنة بل هى إرادة بشرية بحتة لا دخل لإبليس بها خالية من اى ديانات او نفحات .
1- الراهب الذى عاش فى الإسكندرية فى ذاك الوقت هو من وحى الدكتور يوسف زيدان مؤلف البديعة "عزازيل " 

الاثنين، 24 يونيو 2013

الواقع المر


رسالة الآنسة منى "الأسكندرية " تفيض بالمرارة و السخط و الغضب .تكاد تشتعل من بين اصابعك من شدة الانفعال و اضطرام الوجدان و فظاعة الرؤية و هى خريجة إحدى الكليات العلمية ،تقتسم مقعداً واحداً مع زميلة لها فى نفس المصلحة من شدة الزحام ، و مع ذلك فهى تمضى نهار العمل كله بلا عمل فتتذكر بحسرة احلام الدراسة ،الآمال الذهبية لخدمة الوطن ،الشعارات الجميلة التى حفظتها عن ظهر قلب تتذكر مع ذلك فى واقع خشن فقط لا رُواء فيه و لا جمال و لا خير الشوارع مليئة بالزبالة و مياه المجارى و يؤرقها منها الطوابير طوابير المعذبين فى الأرض امام الجمعيات و فى محطات المواصلات . وهى تلعن الكذب و النفاق و الجبن و خراب الذمة و لا تدرى كيف تهرب منها و هى تطاردها فى كل مكان كما يطاردها السفهاء فى الشوارع و تتساءل ماذا استفدت من حضارة سبعة آلاف سنة ؟.. و إذن فلا مفر من أن تهاجر الطيور .هذه مقتطفات من كلماتها و هى مثل سقطة الشاب المفزعة من قمة برجه العاجى إلى القاع الواقع بأنيابه الحادة .و لنطرح سؤالاً لابد منه :ما عسى أن يفعل شاب برئ حيال هذا الواقع ؟.ثمة احتمالات ثلاثة للجواب المنتظر .1-  ان يتكيف معه و يجنس بجنسيته الفاضحة.2-  ان يهرب منه غلى كات افضل .3-  أن يحاول تغييره على قدر استطاعته مع المحافظة على مبادئه.و بديهى أن الاحتمال الأول مرفوض .و الأحتمال الثانى لا يمكن تزكيته كقاعدة عامة ، و قد يحل مشكلة فرد او أفراد ، و لكنه سيظل مؤقتاً و لن يغير من الواقع القائم ،و مهما حقق من فوائد جانبية فهو خسارة وطنية فادحة،و خاصة أن الهجرة لا تتاح إلا للمتازين المؤهلين للعلم أو العمل .فلم يبقى إلا الاحتمال الأخير و هو محاولة تيير الواقع مع المحافظة على المبادئ ،و هو رسالة هذا الجيل و لعله رسالة كل جيل ،و أى تفكير فى النكوص هو نكوص فى الواجب ، عن الالتزام عن اى أن يكون للحياة معنى و قيمة و هدف . النقد و حده لا يكفى و الشكوى وحدها ضعف و عجز لابد من عمل و قد يكون العمل كبير كالالتزام بمبادئ حزب ، أو صغيراً كإستدعاء الإسعاف اشخص مغمى عليه و لكنه عمل على اى حال و سواه لا يجدى و يقتضينى الحق أن اوجه كلمتين لا مناص من توجيهما :الأولى إلى رجال التربية و الإعلام و هى أن من السذاجة أن نصور الدنيا و الناس للأبناء فى صورة وردية مثالية مثل ماء الورد ، يجب ان يعرفوا كثيراً من الحقائق عن الطبيعة البشرية و العلاقات الإجتماعية فى واقعها بلا نزيف و لا تنميق حتى يصدموا بالحقيقة عند أول لقاء  . و أنى لأذكر فى هذا المقام ما تعرضت له فى حياتى الأدبية من حملات بسبب واقعية رواياتى ، كم اتهمت بالجرأة غير المستحسنة ، و كم اتهمت بالتشاؤم و كم دعيت غلى تجميل الواقع و ها هى ذى فتاة نقية و لكنه ضحية ايضاً للمغالاة و الكذب.الثانية : إلى منى صاحبة الرسالة : ارجو يا آنسة أن تنزلى عن شئ غير قليل من مثاليتك . المجتمع الذى تحتقرين مجتمع عانى كثيراً من الظلم و الحرب و الفقر و الأزمات ،فلا تتوقعى منه ان تجديه صورة عذبة للنظافة و الأناقة و الصحة . واعلمى ان أفضل الناس مركب - إلى جانب فضله من غرائز شرسة ، و أن ينطوى من على قدر هائل من الأنانية و الغرور و الطمع . ان جانبه الشرير يزداد شراً بسؤء الحال و تأزم الاقتصاد و النقص فى كافة الخدمات .عليكى ان تكونى معتدلة فى الحكم على الناس فهم لا يستحقون من العطف قدر ما يستحقون من النقد. و لا اقول ذلك لتتسامحى او تتحالفى معه ، كلا ولكن لأحرك مكامن الحبفى قلبك الذى ملأه الغضب و بالحب تتغير النظرة و تعدلين ربما عن الهجرة و تفكرين بجدية فى عمل شئ شئ ما لا يهم وزنه و لا مساحته المهم أنه وجود و لو بقطرة من المساعدة فى سبيل التغير المنشود وو اعلمى بعد ذلك أن التغيير آت لا ريب فيه و ان مجهودات غير هينه تبذل فى سبيله و دعينى أسألك سؤالاً اخيراً :"كيف كان حال الشعب الروسى عقب الغزو الألمانى ؟ و كيف كان حال الشعب الألمانى عقب الغزو الوسى الإنجليزى الأمريكى ؟؟"..ثم كيف حال الشعبين اليوم ؟.حول الدين و الديموقراطية   - نجيب محفوظ 

الجمعة، 17 مايو 2013

الإنسان المتمرد ..البير كامو

ما الإنسان المتمرد ؟ إنه إنسان يقول :لا. ولئن رفض، فإنه لا يتخلى .فهو ايضاً يقول نعم  منذ اول بادرة تصدر عنه.انها تعنى مثلاً "أن الامور استمرت اكثر مما يجب " وانها مقبولة حتى هذا الحد و مرفوضة فيما بعده "انك غاليت فى تصرفك.فحركة التمرد تستند إذن، فى نفس الوقت إلى رفض قاطع لتعّد لا يطاق إلى يقين مبهم بوجود جق صالح و بصورة اصح ،إلى إعتقاد المتمرد ان "له الحق فى أن ....." فلا بد للمتمرد من ان يكون مقترناً بشعور المرء بأنه على حق ،بصورة ما و فى مجال ما .كان مخلداً إلى الصمت على على الأقل مستسلماً الذى يُقبل فيه بوضع ما حتى لواعتبر جائراً.إن الإخلاد إلى الصمت معناه الايحاء للآخرين بأننا لا نحكم على شئ ،و لا نرغب فى شئ إن اليأس كالعبث يحكم على كل شئ و يرغب فى كل شئ بشكل عام و لا يحكم على اى شئ و لا يرغب فى اى شئ بشكل خاص و إن الصمت ليعبر عنه تعبيراً جيداًكان يسير تحت سوط السيد فإذا به يقف موقف المجابهة.صحيح ان كل قيمة لا تولّد التمرد ولكن كل حركة تمرد تستدعى ضمنياً وجود قيمة ...قهل نحن على الأقل بصدد قيمة .إن التمرد يصدع الكائن و يساعدة على مجاوزة ذاته إنه يحرك امواجاً كانت ساكنة فصارت عاتية انا أتمرد ، إذن انا موجود.

الأحد، 5 مايو 2013

لستى بجوارى

انتى لستى بجوارى
إن الوسادة خالية من رائحة عطرك
خالية من قطرات العسل السائلة عليها من فمك
ملابسك المبللة فى العطر و العرق ليست بجوارى
إنى اتذكر ليلة الاحد الماضى جيداً
و هل انسى انكى و ملابسك كنتما بجوارى
و كلاكما منفصل عن الآخر
ان غداً يوم جديد بدون رؤياكى
انا حزين لفقدانك
امتلك حزن دفين
كافى لإعلان سكان اسعد مدينة فى العالم تعاستهم الأبدية
لكن على الجانب الآخر أمتلك أمل إتيانك
كأمل الأديان فى إسعاد البشرية
لكن لا تتركينى كما سيزيف و صخرته
بلا يأس و بلا أمل